لقد كان سيناريو التعدين في ماتو غروسو قبل ثلاثين عامًا مختلفًا للغاية عما نعرفه اليوم. ما بدأ بمنجم متواضع، توسع وأصبح شركة تعدين بارزة في المنطقة الوسطى الغربية من البرازيل. وبفضل الرؤية الجريئة واستخدام أحدث المعدات، تعمل اليوم إحدى شركات التعدين في المنطقة الداخلية بأكثر من 70 مُعدّة من معدات SANY، أصبحت مثالًا للنجاح في استكشاف الموارد المعدنية.
إذ يتمثل أساس عمليات تشغيل شركة التعدين في أسطولها من الدرجة الأولى، المكون من شاحنات SKT90S وحفّارات SY750H وSY870H من SANY. أثبتت هذه المعدات مزيجًا مثاليًا من الإنتاجية العالية، والكفاءة الاستثنائية، وتكاليف التشغيل المنخفضة. ويؤكد فيترو هوجو، مدير عمليات تشغيل المجموعة، على أن: "الكفاءة العالية لآلات SANY تُقلل من وقت تشغيل الآلة، ما يؤدي إلى تكلفة ممتازة مقابل ساعة العمل وزيادة كبيرة في الإنتاجية".
إن حجم العمل الذي تُنفذه شركة التعدين هائل. إذ تعمل يوميًا على معالجة ألف شاحنة مليئة بالأوساخ، بإجمالي 20 مليون طن من المواد. وعلاوة على ذلك، فإن هذه العملية العملاقة تنقل 90 ألف طن من الأوساخ يوميًا. وتضع شركة التعدين في أحد مصانعها رواسب تحتوي على مليوني وسبعمائة ألف أوقية مكعبة (الأوقية هي وحدة القياس المستخدمة في تعدين الذهب) من الموارد المعدنية، والمعتمدة بموجب المعيار N43-101، بإمكانات تُقدر بستة ملايين أوقية.
إن عملية تحويل الارض إلى ثروة معدنية مثيرة للفضول في حد ذاتها. يتم سحق الأحجار باستخدام أحدث الآلات، وتستهلك مياه أقل بنسبة 70% من المطاحن التقليدية. ونتيجة هذه العملية مادة تُشبه، للوهلة الأولى، الرمال اللامعة، بفضل جزئيات الذهب الممزوجة مع الأوساخ.
وتُعدّ الخطوة التالية هي الخطوة الحساسة لفصل الذهب عن المادة المحيطة. وهنا يأتي دور الزئبق، وهو عنصر كيميائي معروف بقدرته على الترسيب. يُضاف الزئبق، وبطريقة سحرية، يبدأ الذهب في الانفصال عن الأرض، كاشفًا جماله الساطع. إنه لأمر رائع أن نرى كيفية استخدام التكنولوجيا والعلوم لاستخراج الثروة بشكل فعّال ومسؤول.
وعلى مر التاريخ، يُعدّ الذهب هو المعدن الذي يرتبط في المقام الأول بصناعة المجوهرات. ومع ذلك، فإن استخدامها يتجاوز ذلك بكثير. إذ تشهد السوق الحالية استخدام الذهب في قطاعات مختلفة، بما في ذلك صناعة الأجزاء الإلكترونية للأجهزة المختلفة، بداية من الهواتف الخلوية وحتى المعدات الطبية. كما أن تعدد استخدامات الذهب يُعدّ شهادة على أهميته على الساحة العالمية.
إن تاريخ شركة التعدين ما هو إلا انعكاس لسيناريو التعدين في البرازيل. ووفقًا للبيانات الأخيرة التي قدمها معهد التعدين البرازيلي (Ibram)، فقد نما القطاع بشكل لافت للنظر بنسبة 6٪ في النصف الأول من عام 2023 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. وأدى هذا النمو الرائع إلى وصول إيرادات صناعة التعدين إلى 120 مليار ريال برازيلي وتُعدّ هذه الأرقام علامة واضحة على إمكانات الصناعة وأهمية التعدين بالنسبة للاقتصاد البرازيلي.
